ذات يومِ حصل عبدالصمد أفندى على دورة تدريبية عنوانها “إدمان الانترنت”، وتعرف بعفويته المعهودة أن كلمة “إدمان” لها دلالات سلبية، تنزع من الإنسان قُدرته على اتخاذ قرارات صائبة، أو السير على الطريق المُستقيم، وتجعله أسير عقائد، ومُعتقدات خاطئة، وحبيسًا داخل قلب، فقد صوابه، وانتماءه تجاه وطنه .. وكلمة “الحب” كانت تعنى للسيد عبدالصمد الكثير من المعاني، فهو الذى ترعرع وسط أسرة مصرية بسيطة، تجمعها “طبلية” واحدة، عنوانها “الرضا والقناعة”، و”الإتقان فى العمل”، كون الله عز وجل “يحب” إذا عمل أحدكم عملًا أن يُتقنه ..عبدالصمد أفندى أصبح على يقين بأن هناك مُخططات حاولت وتحاول تدمير هذا المفهوم الجميل، وضرب التماسك والترابط فينا، وسأل نفسه فى تعجب: هل تنهار المجتمعات الآن، إلا عن طريق تفكيك وحدة صفوفها، ونشر الفتنة والشائعات والكراهية بينها، والتقليل من شأن كل ما هو إيجابي، وزعزعة الثقة بين الشعوب والقيادات؟!.. وهنا انتبه عبدالصمد إلى رواية قديمة، كان قد قرأها فى إحدى المجلات عندما كان يزور شقيقته التى تزوجت فى “البندر”، وفيها قامت الحكومة فى ذلك الوقت ببناء سوق تجارى، وأحاطته بسور، وبوابة كبيرة، وطلبت من الناس المرور من البوابة للسوق .. ولكن فى كل مرة كان ” أهل الشر” يُحاولون نشر التشكيك بين المواطنين الذين كانوا يكسرون السور لِيَمُروا غير مُصدقين أن هناك “بوابة” !.
ولأن عبدالصمد أفندى مواطن إيجابى،لم يقف مكتوف الأيادي،و أسس لنفسه صفحة على “الفيس بوك” تحت عنوان “من أجل تحالف عالمى لمواجهة تنظيم سرى لقلب نظام الحُب”، وفى غضون أيام وصل عدد المُترددين على تلك الصفحة إلى الملايين من البشر حول العالم، ووجدها عبدالصمد فرصة للترويج لافكاره البناءة ،فى مواجهة استغلال “مدمنى الانترنت” فى تدمير أوطانهم، وقام من خلالها بالترويج إلى كل شىء إيجابى، يبنى ولا يهدم، يبعثُ على التفاؤل والأمل..وذات يوم تلقى السيد عبدالصمد بصفته مواطنًا مصريًا،من أبناء “ثورة 30 يونيه” سؤالًا من أحد زوار صفحته الإلكترونية هذه، التى ذاع صيتها فى كل مكان: كيف تبنى الدولة المصرية بكافة مؤسساتها الوطنية هذه “الجمهورية الجديدة”، بينما يمتلئ العالم من حولها بالصراعات، والتفكك، والكراهية بين أبناء البلد الواحد؟!.. فرد بكل ثقة بما قاله السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية:” إنه لا خوف على الدولة المصرية من أى مخططات خارجية، وأن كل ما يهمه هو قوة ومتانة جبهتها الداخلية”.. هذا هو السر الذى لا يعلمه الكثير من أبناء هذا العالم عن مصر، المتماسكة،والمترابطة، صاحبة النسيج الواحد على مدار تاريخها ،خاصة فى وقت الأزمات، ولذلك أفلتت من مخططات الإرهاب.. ورغم التحديات تملأ العالم بتراتيل السلام، والدعوة إلى التنمية،والعمل والإنتاج،والحماية الاجتماعية، وبناء الإنسان، والحياة الكريمة لكل المواطنين، وهو ما وجده عبدالصمد أفندى مادة خصبة ،وبالأرقام للرد على كل حاقد أو حاسد أو مُستغِل أو مُستغَل، يسعى إلى زعزعة الاستقرار داخل هذا البلد الأمين من بوابة الشائعات والتشكيك فى الإنجازات التى تشهدها “الجمهورية الجديدة”رغم التحديات ..
وهنا بدأ عبدالصمد أفندى يشعر بالنصر الكبير، والعبور المنظم للحق فى مواجهة الباطل، حيث نجح فى كسب الملايين نحو مواجهة هذا “التنظيم السري” الذى يحاول تشويه مفهوم الحب والانتماء والثقة بكل ما تحمله من معان.. ومن أروع “البوستات” التى كتبها عبدالصمد، على صفحته كلام فى “حب الوطن” قال فيه:” وطنى الغالى ،أى سرٍ فيك، إنى لست أدرى !! ..كلُّ ما فيكَ من الأسرار يُغرى .. شوارعكَ أجمل الشوارع .. سُكانك أحسن الناس ..لابد أنهم سُعداء، لأنهم يرونك كل يوم ..كلما رأيتك يا وطني ،تعطلت لغة الكلام .. سكت الذى يتكلم .. وتكلم الذى يسكت .. إنه انقلاب إيجابى فى جميع القوانين الأساسية للحياة، وتغيير مُذهل فى كل ما تعارفت عليه العقول والقلوب .. هذا وطنى الذى لم يكذب الشاعر الكبير حافظ إبراهيم حينما وقف شاهرًا أبيات شعره، مفتونًا به، وبعبقريته، قائلا:” وَبُناةُ الأَهرامِ فى سالِفِ الدَهرِ كَفَونى الكَلامَ عِندَ التَحَدّي” ..