-تقرير /دعاء طنطاوي
تختلف مطالب أسواق العمل على مستوى الجمهورية ، حسب المتغيرات الحديثة بكافة المهن للشباب والعمال، ففى خلال الفترة الماضية ظهرت العديد من المهن وخاصة لخريجي الكليات والجامعات المصرية ، والتى ارتبطت ببعض المهارات الحديثة المرتبطة ببرامج التكنولوجيا وبرامج الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي.
ففى خلال السطور التالية ، ترصد مجلة «العمل» أهم ملامح متطلبات اسواق العمل الحديثة، المتزامنة مع اتجاه الدولة المصرية إلى الرقمنة بكافة المؤسسات الحكومية والخاصة ، وما يرتبط بالمناهج الدراسية بالكليات فى الجامعات المصرية.
أسواق العمل لخريجى الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي
ففى الفترة الماضية ارتفعت أسهم مجالات العمل لخريجى كليات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي ، بشكل كبير جدا ، مما يتماشى مع اتجاه الدولة المصرية والبرمجة ، مما أدى إلى تدريس المناهج الدراسية بالكليات ، بشكل متطور تزامناً مع التطورات والمستجدات الحديثة العالمية.
ومن يتمعن فى مناهج كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، وخاصة بجامعة بني سويف، والتى تسعي الكلية جاهدة إلي تفعيل إمكانيتها وقدرتها لإثراء خبرات طلابها معتمدة في ذلك علي الخبرات العلمية والفكرية لأساتذتها، حيث تتألف كلية الحاسبات ونظم المعلومات بجامعة بني سويف من أربعة أقسام وهي : قسم علوم الحاسب، وقسم نظم المعلومات، وقسم تكنولوجيا المعلومات، وقسم الوسائط المتعددة، وتعمل على تأهيل أجيال من المتخصصين المتميزين فى مختلف مجالات الذكاء الإصطناعي من خلال بيئة اكاديمية وبحثية محفزة ومواكبة لإحتياجات المجتمع.
حيث تعتبر كلية الحاسبات ونظم المعلومات بجامعة بني سويف، الأولى على مستوى الصعيد من حيث النشأة وما تقدمه لسوق العمل من خريجين على مستوى عالٍ من الكفاءة، بما تمتلكه الكلية من بنية أساسية وتجهيزات معملية متميزة حيث أنه يوجد بالكلية (13) مدرج، (14) معمل بالاضافة إلى 9 معامل متخصصة (GIS, Big-Data, Bioinformatics Multimedia, High Performance, Networks ).
أسواق العمل لخريجى الجامعات التكنولوجية
وربطت مجلة« العمل» فى تقريرها حول خريجي الجامعات المصرية، وخاصة الجامعات التكنولوجية الحديثة ، ومتطلبات سوق العمل الحديث، حيث تعمل هذة الجامعات لتزويد سوق العمل بالكوادر الفنية المُدربة، وما بها من توفر تدريبات ميدانية في الشركات والمصانع، والاهتمام المُتزايد بعقد شراكات دولية ومحلية مع الجامعات التكنولوجية ، نظراً للانضمام للتحالفات الإقليمية مع المؤسسات الأكاديمية والصناعية والإنتاجية.
ففى وقت سابق ، أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، فى تصريحات صحفية ، على اهتمام الجامعات التكنولوجية بعقد شراكات مع الشركات والمصانع لتوفير تدريبات عملية للطلاب؛ لتزويد سوق العمل بالكوادر الفنية المُدربة، ولتأهيل الخريجين ليكونوا قادرين على تلبية مُتطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي.
وأشار الوزير إلى أن الجامعات التكنولوجية تعتمد بشكل أساسي على تطبيق واستغلال التكنولوجيا في خدمة المجتمع، وتعمل على تزويد الطلاب بالمهارات والخبرات اللازمة لتلبية احتياجات سوق العمل، مشيرًا إلى أنه يتم تقديم العديد من البرامج الدراسية الحديثة التي تلبي احتياجات مجتمع الصناعة والمجتمع.
وأوضح أن الجامعات التكنولوجية تم تزويدها بالمعامل وورش العمل التي تم تجهيزها بأحدث الوسائط التكنولوجية وتعتمد على أحدث النظم العالمية، لتقديم تجربة تعليمية متميزة من خلال تدريب الطلاب عمليًا وتطبيقيًا، لافتاً إلى أنه تم إنشاء 10 جامعات تكنولوجية وهي (القاهرة الجديدة التكنولوجية، وجامعة بني سويف التكنولوجية، وجامعة الدلتا التكنولوجية، وجامعة سمنود التكنولوجية،و جامعة طيبة التكنولوجية، وجامعة برج العرب التكنولوجية، و جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية، وجامعة 6 أكتوبر التكنولوجية، و جامعة شرق بورسعيد التكنولوجية، وجامعة مصر التكنولوجية الدولية)، مشيرًا إلى أنه يتم تقديم برامج دراسية حديثة تواكب مُتطلبات سوق العمل.
ولفت وزير التعليم العالي والبحث العلمي ، إلى أن الوزارة بصدد إنشاء 17 جامعة تكنولوجية جديدة لتغطي جميع أنحاء الجمهورية؛ تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وذلك في إطار جهود الدولة المصرية للارتقاء بالتعليم التكنولوجي والفني وتأهيل الخريجين ليكونوا قادرين على تلبية مُتطلبات سوق العمل.
وأضاف الدكتور عادل عبدالغفار، المُستشار الإعلامي والمُتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن الجامعات التكنولوجية تستهدف تأهيل الخريجين لتزويد سوق العمل بالكوادر الفنية المُدربة جيدًا والمؤهلة لمواكبة التطورات الحديثة في المجال الصناعي، لافتًا إلى انضمامها للتحالفات الإقليمية التي تم توقيعها بين الجامعات والمؤسسات الإنتاجية والخدمية والصناعية والشركات داخل كل إقليم جغرافي، تنفيذًا للإسراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، وبما يتماشى مع تنفيذ المبادرة الرئاسية “تحالف وتنمية”، نظرًا لما تقدمه من برامج دراسية حديثة ومُتميزة والاهتمام بالتدريبات العملية؛ لتأهيل الطلاب ليكونوا قادرين على المنافسة في سوق العمل.
شراكة مع مؤسسات سوق العمل
وفى مجال الاحتكاك المباشر بين الجامعات التكنولوجية ، ومؤسسات سوق العمل، نظمت جامعة بني سويف التكنولوجية، تحت رعاية الدكتور جان هنري حنا رئيس الجامعة، ورشة عمل بالتعاون مع مجمع عمال مصر تحت عنوان “احتياجات سوق العمل من خريجي الجامعات التكنولوجية”، لتعريف الطلاب بأحدث التكنولوجيا الرقمية للتدريب والتوظيف وريادة الأعمال لمواكبة مستجدات سوق العمل، وتأهيلهم لمواكبة التطورات الجديدة عالميًا، حيث ناقشت الورشة مجالات التكنولوجيا الرقمية ” هارد وير، سوفت وير،و الأمن السيبراني،و التسويق الالكتروني، والذكاء الاصطناعي،و ريادة الأعمال، وتشغيل المصانع).
وأكد رئيس جامعة بنى سويف التكنولوجية ، على دور الجامعة في دعم جهود الدولة ودعم قطاع الصناعة وقطاع الأعمال في مصر بالكوادر البشرية، بما يتيح القدرة على مواجهة تحديات المستقبل، ودعم احتياجات الدولة الوطنية، مشيرًا إلى حرص جامعة بني سويف التكنولوجية على سد الفجوة المعرفية ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي في العالم المعاصر، وإمداد المجتمع بخريج قادر على التعامل مع معطيات العصر الحديث بمنظور متطور وأساليب وتقنيات حديثة.
أهداف الجامعات التكنولوجية في أسواق العمل
فالناظر إلى أهداف الجامعات التكنولوجية الحديثة المصرية، والتى تهدف إلى خلق أجيال جديدة من خريجي الكليات والجامعات مؤهلين لأسواق العمل ومنها: تقديم برامج تعليمية متكاملة تمنح الطلاب درجات علمية متميزة، و استخدام التكنولوجيا لصالح المجتمع وتأهيل الطلاب لسوق العمل المحلي والعالمي، و السعي لتوفير تعليم عالي الجودة يسمح للطلاب بالتنافس في سوق العمل، و تعزيز التعلم المستمر والتحول بين التخصصات، و المشاركة في شراكات استراتيجية مع مؤسسات التعليم والتدريب.
كما نظمت جامعة بني سويف التكنولوجية، ورشة عمل حول مستقبل الطاقة الجديدة والمتجددة في ضوء أهداف التنمية المستدامة وحول مستقبل الطاقة الجديدة والمتجددة وطرق استغلالها لتزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات والأدوات اللازمة لمواجهة التحديات المناخية، والتوعية بالاستخدام الأمثل للطاقة للعمل على مستقبل مستدام.
سوق العمل فى الطاقة المستقبلية
من جانبه أكد الدكتور جان هنري ، أن مصر تتمتع بإمكانات كبيرة للطاقة المتجددة مما يؤهلها لتقديم دور كبير ومهم في سوق الطاقة المستقبلية، وبناء نموذج اقتصادي أخضر ومستدام، مشيرًا إلى أن العالم أصبح يتجه بسرعة نحو حلول الطاقة المستدامة كوسيلة للتخفيف من التغيرات المناخية وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، موضحًا أنه لابد من الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.
وفى إطار التدريب الميداني ، استقبلت جامعة بنى سويف التكنولوجية ، وفد شركة “Aspire” لتنمية المهارات بالجامعة التكنولوجية ، و استعراض أنواع التدريبات اللازمة لطلاب الجامعة بهدف تأهيل الخريجين لتلبية متطلبات سوق العمل، وذلك في إطار استراتيجية الجامعة والمركز الجامعي للتطوير المهني UCCD للمساهمة في بناء جسور التعاون مع كبرى الشركات في مجال التدريب لتطوير قدرات الطلاب لمواكبة متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي.
علوم الفضاء وأسواق العمل
وفى مجال آخر من مجالات سوق العمل ، والذى استحدث مؤخرا، تزامناً مع اتجاه الدولة المصرية ، أعلن الدكتور منصور حسن ، رئيس جامعة بنى سويف يعلن عن طبيعة الدراسة ومجالات العمل ببرنامج العلوم التطبيقية للفضاء الأول من نوعه، مشيراً إلى أن كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء، تعد من الكليات المتخصصة و الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط في مجالات الملاحة الفضائية وتطبيقات وتكنولوجيا الفضاء، لافتاً إلى أن برنامج العلوم التطبيقية يركز على دراسة تطبيقات الفضاء والملاحة في المجالات المختلفة مثل الاستشعار من البعد، و الاتصالات الفضائية، وأنظمة تحديد المواقع العالمية باستخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية، والتصوير بالأقمار الصناعية، وتحليل البيانات والصور الفضائية، وغيرها من تطبيقات الفضاء الحديثة التي تزداد يوما بعد يوم والتي أصبحت تشكل حجر الزاوية في التقدم التكنولوجي بالعصر الحديث.
وأشار رئيس جامعة بنى سويف، إلى تنوع مجالات العمل بعد التخرج من الكلية للطلاب لتشمل العديد من المؤسسات ومن أهمها : وكالة الفضاء المصرية التي صدر قرار بإنشائها، وكالة الفضاء الإفريقية التي صدر قرار بأن تكون في جمهورية مصر العربية، بالاضافة لأي هيئة او مركز بحثي متعلق بمجالات الفضاء والاتصالات او الأماكن التي يخدم عليها مجال الفضاء والأقمار الصناعية والملاحة الفضائية ومن هذه الأماكن هيئة الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، برنامج الفضاء المصري، الجامعات.
فضلا عن إمكانية العمل بمراكز البحث العلمي ،ووزارة الانتاج الحربي، ووزارة الدفاع،و المطارات المدنية والعسكرية، والملاحة البحرية والجوية، وهيئة الطيران المدني، والمحطات الأرضية للأقمار الصناعية، وجميع شركات المحمول، وزارات: الاتصالات،و البترول، والكهرباء والطاقة بالاضافة إلي وكالة الفضاء المصرية والإفريقية.
وأضاف الدكتور أسامة شلبية، عميد كلية علوم الفضاء ، أن الكلية لديها العديد من المعامل المتميزة التي تتماشى مع متطلبات اسواق العمل ، أهمها: معمل القمر الصناعي التعليمي (بالتعاون مع وكالة الفضاء المصرية)، ومعمل الكترونيات وبرمجيات الفضاء، ومعمل الهوائيات وانتشار الموجات،و معمل الروبوتات والمعالجات الدقيقة، ومعمل النمذجة السريعة، ومعمل تجميع الأقمار الصناعية الصغيرة،و معمل التصوير وتتبع المواقع الفضائية والفلكية، ومعمل تحليل وتصميم وبرمجة المهمات الفضائية،و معمل الحسابات الفلكية، ومرصد فلكي مزود بالتلسكوب الكهروضوئي لتتبع و رصد الاجرام و الظواهر الفلكية والحطام الفضائي