24 دولة عربية وأجنبية تبحث عمل الأطفال فى المنطقة العربية والتغيرات المناخية

شهدت قضية عمل الأطفال عربيًا تطورات بسبب الأزمات والظروف الراهنة التى أثرت سلبًا على حقوق هذه الفئة من الأطفال، وذلك وفق ما أكدته دراسة عمل الأطفال فى الدول العربية التى أعدتها جامعة الدول العربية بالتعاون مع كل من منظمة العمل العربية والمجلس العربى للطفولة والتنمية ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، فى عام 2019، بعد اعتمادها كوثيقة استرشادية لدعم جهود الدول الأعضاء للقضاء على هذه الظاهرة.

وأوصت تلك الدراسة الإقليمية بضرورة مواصلة الجهد من قبل الشركاء من أجل تجاوز التحديات، والحد من عمل الأطفال، ووقف أسوأ أشكاله، تنفيذًا للاتفاقيات والمواثيق الدولية والإقليمية وأهداف التنمية المستدامة 2030.

وفى هذا الإطار انطلقت فاعليات الورشة الإقليمية “عمل الأطفال فى المنطقة العربية والتغيرات المناخية” -افتراضيًا- بالشراكة بين كل من جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية وبرنامج الخليج العربى للتنمية “اجفند” والمجلس العربى للطفولة والتنمية ومنظمة العمل الدولية والبرلمان العربى للطفل، ذلك بحضور أكثر من 100 مشارك من 24 دولة عربية وأجنبية، تزامنًا مع التحركات الدولية والإقليمية المواكبة لانعقاد قمة المناخ(COP 27) فى نوفمبر الجارى باستضافة من جمهورية مصر العربية، بغرض التباحث فى تأثير التغيرات المناخية على قضية عمل الأطفال.

وتضمنت الورشة جلستى عمل، ناقشت الأولى الواقع الدولى والعربى للتغيرات المناخية وعمل الأطفال، خاصة وأن المنطقة العربية تعد من أكثر مناطق العالم تضررًا من التغير المناخى الذى صار يشكل خطرًا وتهديدًا غير مسبوق وانتكاسة تضاف للانتكاسات التى أصابت حقوق الأطفال عامة، وعلى الفئات المهمشة منهم خاصة هؤلاء المنخرطين فى سوق العمل بشكل مباشر وغير مباشر، فى حين تناولت الجلسة الثانية رؤى مستقبلية لوضع آليات ومقترحات يمكن أن تسهم فى تعزيز الاستجابة لتغير المناخ، وكسر حلقة الفقر وعمل الأطفال.

وإدراكًا لأهمية أن يكون للأطفال دور فاعل فى مواجهة تأثيرات التغيرات المناخية، عرضت الورشة الإقليمية فيديو، تناول آراء أطفال البرلمان العربى للطفل، والذين أكدوا فيه على دورهم فى مواجهة تلك التأثيرات، باعتبار أن قضية المناخ مسئولية الجميع.

وأكد المشاركون على ضرورة مواصلة العمل من أجل الحد من عمل الأطفال ووقف أسوأ أشكاله، خاصة مع تزايد الأعداد بالملايين بسبب الأزمات والجوائح الأخيرة، مما يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوقهم، ودعوا للعمل من أجل التحرك بفاعلية فى مسار التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية والإسهام فى الحد من التدهور البيئي، وتبنى سياسات اقتصادية واجتماعية متكاملة – تدرج قضية التغير المناخى وتعطى أولوية للفئات الهشة والضعيفة بما فى ذلك الأطفال – بهدف المعالجة والتخفيف من تأثيرات التغير المناخي، والاستعداد للاستجابة العاجلة والفعالة من أجل خفض مسببات تغير المناخ، لتكون سياسات صديقة ومعاونة للتغير المناخي، مع ضرورة تفعيل ومراجعة الأطر القانونية والتشريعية الوطنية من أجل مواجهة عمل الأطفال خاصة أسوأ أشكاله، وما استجد وفق المتغيرات والمستجدات الراهنة .

وأوصى المشاركون بضرورة العمل على وجود اهتمام متعاظم لإصلاح التعليم، فالتعليم يعزز القدرة على استيعاب المعلومات، وحساب المخاطر، والاستعداد لمواجهة الصدمات المناخية والتعافى من آثارها، ويساهم فى تحسين ممارسات الاستدامة، ويتيح فرص الابتكار والإبداع والاعتماد على التكنولوجيا، مع دمج قضية عمل الأطفال والعمل اللائق ضمن خطط العمل المناخي، وسياسات الانتقال العادلة.

كما جاءت التوصيات باعتبار الطفل شريكا رئيسيا فى كل خطط العمل المناخي، وجعل الأطفال فاعلين فى سياسات التخفيف والتكيف مع تغير المناخ، وذلك بالتعاون مع الآليات المعنية بالطفولة والمنظمات الإقليمية والدولية الى جانب، مع دعوة الشركاء إلى العمل على تحديث الاستراتيجية العربية للحد من عمل الأطفال وفق المستجدات.
يذكر أن الورشة تضمنت كلمات افتتاحية لكل من الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس برنامج الخليج العربى للتنمية “اجفند” ورئيس المجلس العربى للطفولة والتنمية، و الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، وفايز المطيرى المدير العام لمنظمة العمل العربية، والدكتورة ربا جرادات المدير الإقليمى للدول العربية بمنظمة العمل الدولية، وأيمن عثمان الباروت أمين عام البرلمان العربى للطفل.