Home الاخبار للتخلص من إدمان الانترنت : مبادرة مصرية لتدريب وعمل الطلبة بالإجازة استغاثة جماعية من الأمهات لإنقاذ الأبناء من الموبايل

للتخلص من إدمان الانترنت : مبادرة مصرية لتدريب وعمل الطلبة بالإجازة استغاثة جماعية من الأمهات لإنقاذ الأبناء من الموبايل

0
للتخلص من إدمان الانترنت :  مبادرة مصرية لتدريب وعمل الطلبة بالإجازة  استغاثة جماعية من الأمهات لإنقاذ الأبناء من الموبايل

* متطوعون بالجهد والعلم فى كل مجال لدعم أبناء المبادرة

* الدعم المادى والمشاركة بالمكان أهم التحديات

تحقيق – انتصار سليمان

سنوات طويلة لم تتوقف فيها تحذيرات خبراء علم النفس والاجتماع من تأثير الانترنت على الأطفال والمراهقين، الآف الدراسات والأبحاث العلمية والعالمية خصصت لدراسة تأثير إدمان الانترنت على الصحة النفسية والعقلية للأطفال والمراهقين بصفة خاصة دون حلول واقعية للمشكلة، الآف الجرائم ومحاولات انتحار كانت وراءها رسالة أو معلومة مضللة على الانترنت، سواء من خلال الألعاب الالكترونية أو المواقع الاجتماعية والتطبيقات المختلفة، استغاثة ملايين الأمهات حول العالم من تغير سلوك الأبناء وتحول شخصياتهم للأسوأ.. كل هذا ولم يتمكن الأبناء من التخلص من ” إدمان النت “، وجاءت الأحداث لتزيد من حجم المشكلة، عامان من العزلة الاجتماعية بسبب فيروس كورونا، تشبث فيهما الأبناء أكثر بهذا الجهاز الصغير الذى يطلعهم على كل جديد وغريب فى العالم..

فضلا عن تطور سريع ومتلاحق فى برامج وتطبيقات الانترنت، ثبت الأبناء أمام شاشات المحمول 24 ساعة يوميا .. ثم جاءت الأزمة الاقتصادية العالمية لتقضى على آخر محاولة للتخلص من هذا الإدمان الجديد، حيث ارتفعت أسعار المخيمات والأنشطة الصيفية والالتحاق بالورش الفنية وكورسات التنمية البشرية.

كل هذه الأسباب جعلت الأم المصرية تفكر فى طريقة بسيطة وغير مكلفة لإنقاذ الأبناء من فراغ الإجازة الصيفية .. فكانت “مبادرة تدريب وعمل للطلبة بالإجازة ” طوق نجاة للخروج من فراغ الإجازة الصيفية وقعدة الموبايل بلا انقطاع يوميا.

البداية أدهم

تقول مؤسسة المبادرة إيناس كمال شاهين – مشرف ومسوق منتجات إحدى شركات مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة – : انخفضت المبيعات وقلت حركة البيع فى فترة الكورونا، واقتربت من أبنائى أكثر، عندى أدهم 16 سنة وفارس 10 سنوات، لكننى لاحظت أن الموبايل يسرقهما منى، التصاقهما بالعالم الافتراضى كان أشد من الأم والأب والعائلة، طلبت منهما كثيرا مشاركتنا فى أنشطة الحياة العامة، ولكن تأثير وجاذبية الموبايل كان أقوى منى، لاحظت تغيرا فى شخصياتهما للأسوأ، وجاءتنى فكرة تشغيل أدهم فى الصيف عقب انتهاء امتحانات الإعدادية، كما كان يفعل آباؤنا قديما، وتناقشت مع الأصدقاء والمقربين منى، لاقت الفكرة قبولا وجدلا عند الأمهات اللاتى تعانى من نفس المشكلة، وبدأت الفكرة من خلال عمل “جروب” على الواتس أب لمناقشة الفرص المتاحة لتشغيل وتدريب الأبناء فى الصيف فى محاولة لتغيير المجتمع وتغيير سلوكيات الأبناء، وليس ابنى فقط .

أضافت: خلال خمس ساعات تعدى أعضاء الجروب العدد المسموح به، وبدلا من إنشاء جروب إضافى على الواتس أب، قررنا تعميم الفكرة من خلال جروب أكبر على موقع الفيس بوك، وبالفعل الفكرة تعدت الحدود يوميا، ولاقت قبولا من الجميع ، حيث تم تأسيس المبادرة وتفعيل الجروب فى الأول من مايو 2023 وخلال خمسة أسابيع تعدى عدد المتابعين والمتحمسين للفكرة 27 ألف عضو، كلهم يعانون من سيطرة الموبايل على عقول أبنائهم، ويبحثون عن طرق لإخراج أبنائهم من هذه الدائرة المميتة.

فرص التغيير

وتابعت إيناس حديثها لـ ” العمل “: فى البداية تقابلت مع حوالى 16 عضوا من المتحمسين لمناقشة طرق العمل واختيار مساعدين “أدمن” للرد على رسائل الجروب، لم يبق منهم غير 2 والباقى تعب أو انشغل بحياته، وقررنا أن الأبناء أكثر من 15 سنة ممن يحملون بطاقات قومية نبحث لهم عن فرص عمل وتدريب بمقابل مادى فى حضانات، محطة بنزين، مكتبة ، مقلة لب، سوبر ماركت، المحلات بأنواعها، بما لا يتعارض مع قوانين عمل الطفل وأمنه، وبالفعل اتحركنا فى منطقة التجمع – محل سكنى – ودخلت الكثير من المحلات لعرض الفكرة والبحث عن فرصة عمل للأبناء، والحقيقة وجدت قبولا ودعما كبيرا من أصحاب المنشآت، على الرغم أن البعض لم يكن فى حاجة لعمالة جديدة، ولكنه وافق على الفكرة دعماَ للأبناء، أما بالنسبة للأبناء من سن 7 سنين فما فوق فيتم عمل ورش أشغال يدوية، وإسعافات أولية، ورسم، وبرمجة، وأركت. وفى المجال الصناعى لدينا ورش تدريب بسيطة فى الكهرباء، وطباعة التيشيرتات، وكورسات أخرى فى التنمية البشرية، والتحكم فى الغضب، وإدارة الأعمال من خلال متطوعين وبأسعار رمزية.

وأكدت “إيناس” أنها سعيدة بانتشار الفكرة ورغبة الأبناء قبل الآباء فى ترك المحمول والاندماج مع الواقع، سواء من خلال عمل أو تدريب مفيد خلال فترة الإجازة، لافتة إلى تخطيها لأغلب التحديات التى تواجهها، والتى تتمثل فى مكان التدريب وسعره، ومواجهة العادات والآراء السلبية، وتقليد الفكرة.

واختتمت حديثها قائلة: فى فترة قصيرة جاءت النتائج إيجابية ومبشرة، مئات الرسائل من أبناء يبحثون عن عمل، وفتيات أتيحت لهن فرص لعمل مشروعات خاصة من خلال تعليم الأطفال اللغتين الإنجليزى والفرنساوى، وتعليم العزف على البيانو، والرسم، والأشغال اليدوية ..

شباب التحقوا بالعمل، وأثبتوا أنهم قد المسئولية من خلال عشرات الكورسات يوميا، ولدينا طلبات بأضعافها فى مناطق أخرى بالقاهرة والجيزة.

متطوع بتخصصه

بدوره أكد محمد الغرباوى أخصائى إسعافات أولية بهيئة الإسعافات المصرية، ومتطوع تدريب إسعافات أولية بالمبادرة: فكرة المبادرة أكثر من ممتازة، وتعالج خللا كبيرا ومشكلة فى مستقبل الأبناء، والمتمثلة فى كيفية فصل الأبناء فى هذه السن عن الموبايل، وجذبهم من جديد للحياة العامة والتواصل الاجتماعى مع الناس.

وقال : تعرفت على المبادرة من خلال الفيس بوك – أحد الأصدقاء أرسل لى دعوة للانضمام – عجبتنى الفكرة خاصة وأن عمر ابنتى مريم 11 سنة، هو سن أبناء المبادرة، وقررت دعم الفكرة بما يتناسب مع تخصصى، وبالتواصل مع مؤسسة المبادرة إيناس شاهين، تم الاتفاق على توفير مكان – سنتر تعليمى بالتجمع – لعمل دورة إسعافات أولية للأبناء فوق سن 11 سنة، والحمد لله الفكرة لاقت قبولا من الأبناء وآبائهم الحريصين على حضور الدورة والاستفادة من المعلومات المقدمة، لافتا إلى أنه كان يقدم هذه الدورات بالفعل فى بلده المنصورة، وقرر التوسع وتقديم المعلومة لأكبر عدد من الجمهور.

وتابع: ثقافة الإسعافات الأولية مهملة رغم أهميتها فى إنقاذ الأرواح فى الشارع أو البيت، لذا قررت التوسع والانتشار لتوصيل المعلومة، مؤكدا أنه يتكبد عناء السفر من المنصورة للقاهرة متطوعا لتقديم المعلومة، فالهدف من المبادرة ليس الربح، وتكلفته تكفى فقط السنتر والمواصلات.

أضاف: رد الفعل إيجابى جدا ومشجع على التوسع فى مناطق أخرى بالقاهرة والجيزة.

وطالب “الغرباوى” بدعم فكرة المبادرة ماديا، وتكاتف رجال الأعمال والمسؤولين لنشر الفكرة فى محافظات مصر كلها، منوها إلى أن المقابل المادى من الورش والدورات بالكاد يكفى أجر السنتر ومواصلات المتطوعين، خاصة وأن فكرة المبادرة لا ترغب فى إلقاء عبء إضافى على ولى الأمر .

الدعم بالمكان

من جانبها أكدت الدكتورة شيماء عزت، جراح فم وأسنان ومدير جودة فى إحدى المستشفيات، ماجستير إدارة الأعمال، ودراسات فى التخطيط الاستراتيجى، أن أهم تحديات المبادرة اليوم هى توفير مكان للورش والكورسات التى تتم بشكل يومى، لافتة إلى أن فكرة السنتر التعليمى كحل مؤقت أحيانا تكون غير مجدية، فالكل ينظر للموضوع بشكل ربحى، ويطلب مبالغ مالية أكبر من إمكانات أولياء الأمور ومسئولى المبادرة، خاصة إذا كان السنتر مجهزا بإمكانات وأدوات تعليمية أكثر تساعد على الشرح وتبسيط المعلومة، ونحن فى المبادرة نسعى للاقتراب من محل سكن أولياء الأمور، فمن غير المعقول أن يتكلف الطفل وولى أمره عناء الانتقال من فيصل للتجمع من أجل حضور تدريب أو ورشة رسم.

وقالت “عزت” : تجربتى بدأت مع أبنائى 15 سنة و11 سنة منذ عامين، عندما بدأت أتحدث معهما فى التخطيط لمستقبلهما، وأعالج مشكلة دراسية تواجههما بشكل علمى من خلال كورس مكثف عن إدارة التخطيط الاستراتيجي، وبالفعل نجحت معهما وتغيرت طريقة تفكيرهما، وبالبحث عن فرصة عمل لهما أو نشاط صيفى بالإجازة، عرفت المبادرة من خلال الأصدقاء عن طريق الفيس بوك، وتواصلت مع مسئول المبادرة لنقل تجربتى ونشر الفكرة خارج محل سكنى. لافتة إلى أن هدفها الأساسى هو نشر علم الإدارة والتخطيط الاستراتيجى، وهو علم مهمل للغاية، وللأسف لدينا أطباء ومهندسين وخبراء فاشلين إداريا، يتخذون قرارات خطأ تؤثر على المؤسسة كلها، ولا يجيدون التعامل مع مرؤسيهم.

أضافت: أقدم من خلال المبادرة كورس مجمع ومبسط ازاى أعرف نفسى وقدراتى، وأضع هدفا واضحا لمستقبلي، واخطط له وأحسنه، وأحل المشاكل التى تواجهنى بطرق علمية، والتعرف على نقاط الضعف والقوة بداخلى وكيفية تنميتها والاستفادة منها، وهى أفكار جديدة على الشباب فى هذه السن، وبالفعل غيرت مجرى تفكير أبنائى وتخطيطهما للمستقبل، خاصة أننا نواجه مشاكل كثيرة فى الكبر، أهمها تغير مجال العمل بعد سنوات من الدراسة، مشيرة إلى أن التخصصات الجديدة فى سوق العمل تحتاج إلى فهم واستعدادات مبكرة، وهو أمر نسبة لا بأس بها من أولياء الأمور ليسوا على علم به، ومن ثم وجب تقديم النصيحة والمعلومة للأبناء والآباء فى وقت مبكر.

واختتمت شيماء حديثها، مؤكدة أنه على غير المتوقع قدرة استيعاب الشباب فوق 11 سنة على التعامل مع المعطيات الجديدة فاقت تخيلها، وبالفعل قابلت شباب لديه مشاريع خاصة به، يريد فقط التوجيه والتعلم بشكل علمى، حتى لا يتعرض للنصب أو أى ضرر من أى نوع.

التوسع والانتشار

بدورهم لم يجد أولياء الأمور طريقة للشكر والامتنان لمسئولى المبادرة غير الدعاء لهم بظهر الغيب، وكلمات شكر من القلب على الجهد المبذول فى تنظيم الدورات أو توفير فرص عمل للأبناء، الهدف منها فقط التعلم وشغل الوقت، وليس تعلم مهنة أو تغيير مسار الطالب، وطالب أولياء الأمور بالتوسع فى الدورات كما وكيفا…

هبة صلاح : ابنى حضر النهاردة ورشة الكهرباء، والحمد لله فى استفادة وقالى عايز اروح ورشة الدهان لأنه سمع عنها، رغم إنه مكنش عايز يروح، ويقول أنا فى إجازه بس لازم نشجع ولادنا أحسن من قاعدة الموبيل ولعب البلايستيشن .. شكر خاص للمجهود الرائع من د/إيناس شاهين والمهندس محمد العوضى .

رانيا عبد الجواد : هل ممكن تكون فيه مبادرة توعية للولاد اللى فى ثانوى عن الكليات والتخصصات بتاعتها ؟

ابنى داخل ثالثة ثانوى إن شاء الله، ومش عارف إيه الكلية اللى يدخلها من أدبي، وأنا مش قادرة أفيده، لأن حاليا فيه كليات وتخصصات جديدة مطلوبة أكثر لسوق العمل فى مصر .. فياريت تكون فيه ورشة لطلبة ثانوى عام عن متطلبات سوق العمل لكل تخصص (علمى علوم / علمى رياضة / أدبي) و كل كلية إيه تخصصاتها واللى يتخرج منها يشتغل إيه.

إياد هشام : يا جماعة أنا عندى ١٦ سنة، عايز اشتغل فى محيط التجمع الأول أو الخامس أو الرحاب .. أنا الإنجليش بتاعى كويس وشاطر فى الرياضيات وقادر على الالتزام و تحمل المسؤلية.

أميرة عبد الهادى : السلام عليكم شكرا على المبادرة .. هل متاح شغل لولد 13 سنة وبنت 15 سنة فى المقطم ؟

وغيرها الكثير من البوستات التى تطلب من مسؤولى المبادرة الاقتراب من منطقتهم السكنية، أو إيجاد فرص عمل لشباب وفتيات سن 15 سنة فأكثر .