معاون وزير الزراعة : الدولة تضع المشروع ضمن أهم أولوياتها
مدحت الكمار: مصر تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي
اللواء محمود نافع : نستخدم مياه الأمطار لرى المناطق الصالحة للزراعة

تحقيق : عادل عيد
يعد مشروع الدلتا الجديدة قفزة عملاقة نحو تنفيذ استراتيجية الدولة الزراعية 2030، وذلك كونه مشروعا تنمويا متكاملا، تصل مساحته لقرابة الـ 2,2 مليون فدان، وسيوفر الملايين من فرص العمل الجديدة للشباب بمحافظات مصر المختلفة، خاصة فى ظل التوجيهات الرئاسية التى تم إطلاقها خلال الأسابيع الماضية المتعلقة بسرعة البدء فى تنفيذ المشروعات الزراعية فى الدلتا والوادى الجديد بصحراء مصر الغربية .
وهو أهم المشروعات التى ستشهدها مصر قريبا، حيث يعادل 30% من مساحة محافظات الدلتا القديمة، كما يتميز المشروع بموقعه الاستراتيجى لقربه من الموانئ البرية والبحرية والجوية، ويرتبط بالطرق الرئيسية والمناطق الصناعية الكبرى مثل مدن السادات وأكتوبر وبرج العرب وغيرها من المناطق الجاذبة للاستثمار .
وقال عدد كبير من الخبراء والمختصين فى مجال الزراعة إن المشروع الزراعى العملاق سيمثل امتداداً عمرانيا وزراعيا لمحافظات الدلتا القديمة، كما أنه سيدعم ملف الأمن الغذائى، وتخفيض فجوة الاستيراد من السلع الرئيسية، كما أنه سيسهم فى إعادة توزيع السكان، ويخفف التكدس عن المدن والمحافظات المتكدسة بالسكان، وستوفر العديد من فرص العمل للمواطنين .
التقت “العمل” بعدد من الخبراء والمسئولين عن القطاع الزراعى لمعرفة آخر تطورات الموقف التنفيذى للمشروع وأهميته بالنسبة للاقتصاد القومى من خلال السطور التالية :
فى البداية يقول الدكتور محمد القرش معاون وزير الزراعة والمتحدث الرسمى بإسم الوزارة إن مشروع الدلتا الجديدة سيمثل قاطرة التنمية الحقيقية خاصة محافظات الدلتا المكتظة بالسكان، مشيرا إلى أن جميع أجهزة الدولة تعمل على قدم وساق من أجل نجاح المشروعات الزراعية بالمحافظات.
وأضاف معاون وزير الزراعة أن الدولة تضع ملف الزراعة ضمن أهم أولوياتها حاليا، وذلك عن طريق زيادة الرقعة الزراعية، مشيرا إلى أنها تهتم بزراعات معينة لسد احتياجات المواطنين الضرورية، خاصة القمح والأرز والزيوت النباتية خلال المرحلة المقبلة، وذلك بعدما ظهرت أزمات تتعلق بهذه السلع مؤخراً بسبب الأزمات المتلاحقة التى يشهدها العالم خاصة منذ نشوب الحرب الروسية الأوكرانية.
ونوه “القرش” إلى أن مساحة الرقعة الزراعية زادت خلال السنوات الماضية بعد تدشين عدة مشروعات قومية فى هذا الصدد فى مناطق متفرقة مثل الظهير الصحراوى لمحافظات الوجه القبلى والدلتا، والصحراء الغربية، وشرق العوينات وتوشكى، مضيفا أن المرحلة الحالية تتطلب البدء فى تنفيذ المشروعات الزراعية على وجه السرعة من أجل تقليل الفجوة ما بين التصدير والاستيراد بالنسبة للسلع الغذائية الزراعية، وهو ما يتم تنفيذه بالفعل حاليا ونجحنا بنسبة كبيرة فى تحقيقه .

وتابع “القرش” هناك خطة بالتعاون مع البحوث الزراعية والمتخصصين لتحديد نوع التربة فى مصر لزراعة المنتج المناسب للظروف الجوية، مضيفا أنه تمت زراعة 350 ألف فدان، وله عائد جديد وإضافة جديدة للرقعة الزراعية.
مؤكدا أن مشروع الدلتا الجديدة يهدف لزيادة الرقعة الزراعية، وأن هناك عددا من المشروعات الزراعية الجديدة، ومنها الريف المصرى الجديد، ومشروعات سيناء بمساحة 700 ألف فدان، ومشروع دلتا الجديدة أكثر من 2.2 مليون فدان .
مشروعات عملاقة
ومن جانبه أكد النائب مدحت الكمار عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، أن المشروعات الزراعية العملاقة والتى يتم تنفيذها بناء على رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى قادرة على إحداث نقلة حقيقية خلال الفترة المقبلة.
وأشار “الكمار” إلى إضافة ملايين الأفدنة للرقعة الزراعية بواقع نحو 2.2 مليون فدانا بالدلتا الجديدة خلال الفترة المقبلة، فضلا عن مشروع الريف المصرى الجديد، ومشروعات سيناء بمساحة 700 ألف فدان.
وقال: المشروعات الزراعية الجديدة متكاملة المرافق، وتدعم خطط التنمية، فضلا عن أن الدولة قامت بتطوير محور الضبعة، وعملت ربط طرق بمطار سفنكس وعدد من الموانئ البرية والبحرية لنقل المنتجات خارجيا، ولفت إلى شبكة الطرق العالمية التى أنشئت فى البلاد، بما يساعد فى تصدير المنتجات الزراعية بسهولة.
وأكد “الكمار” أن القيادة السياسية حريصة على تحقيق الاكتفاء الذاتى من السلع والمحاصيل الاستراتيجية لمواجهة التحديات العالمية الصعبة، مضيفا أن توافر شبكة الطرق تساعد فى تصدير المنتجات بسهولة.
الاستفادة من الأمطار
ومن ناحية أخرى قال اللواء محمود نافع رئيس شركة الصرف الصحى بالإسكندرية إن توجيه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى بفصل مياه الأمطار عن شبكة الصرف الصحى يأتى من أجل راحة المواطنين بمحافظة الإسكندرية، بناء على استراتيجية عمل واضحة ومرحلية، وتسهم فى الاستفادة القصوى من كميات كبيرة من المياه وإعادة استخدامها فى مشروع الدلتا الجديدة.
وأضاف “نافع” نحاول استيعاب كميات الأمطار الحالية التى تتساقط بكثافة واضحة خلال الفترة الأخيرة، وستزداد فى السنوات المقبلة، واستغلالها بالشكل المطلوب والاستفادة منها فى زيادة الرقعة الزراعية فى المناطق الصالحة للزراعة، مشيرا إلى أنه سيتم توجيهها لرى الأراضى القريبة من الإسكندرية فى منطقة الدلتا الجديدة .
وقال : إن العمل يتواصل بمشروع الدلتا الجديد العملاق والذى يعتبر الأكبر فى تاريخ المشروعات الزراعية المصرية، حيث يعد خطوة مهمة تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائى، مضيفا أنه سيتم عمل نهر اصطناعى طوله 32 كيلو متر من الأنابيب تحت سطح الأرض لنقل المياه الجوفية والمياه الزراعية ومياه الصرف بعد معالجتها فى محطة الحمام بالإضافة إلى مسار النهر المفتوح بطول 92 كيلو متر، ويعتبر المشروع جزءا من خطط الحكومة لإنشاء مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة تتميز بأنظمة إدارية حديثة .