Home تحقيقات بعد غياب سنوات…تربية الدواجن تعود لبيوت المصريين

بعد غياب سنوات…تربية الدواجن تعود لبيوت المصريين

0
بعد غياب سنوات…تربية الدواجن تعود لبيوت المصريين

إقبال شعبى على تربية الكتاكيت فى المنازل
البيطريون يكشفون مواصفات الكتكوت السليم لدورة ناجحة

تحقيق – انتصار سليمان
مع ارتفاع أسعار الدواجن عادت آلاف الأسر لتربية الدواجن فى المنازل، كحل لتوفير الدواجن على موائد المصريين – عقب تضاعف أسعارها ثلاث مرات فى أقل من سنة – وبالنظر لعمليات البحث على محرك البحث جوجل،= عن كلمات مثل ” تربية الكتاكيت – تربية الدواجن فى المنزل – أسعار الكتكوت اليوم …” تكتشف مدى اهتمام المصريين وحرصهم على عودة تربية الدواجن فى المنزل، هذه العادة القديمة التى تربى أغلبنا عليها، لذا لا يعتبر الأمر تجربة جديدة بقدر ما هو حنين للماضى .
وفقا لظروف محلية ودولية ارتفعت أسعار الدواجن ومكوناتها المختلفة من أجزاء الدواجن حتى كرتونة البيض، رغم محاولات الدولة التصدى لأزمة ارتفاع أسعار الدواجن من خلال توفير الدواجن المجمدة بأسعار أقل من السوق لإجبار التجار على تخفيض الأسعار، والإفراج الجمركى عن شحنات العلف، وفقا لتصريح الدكتور محمد القرش المتحدث باسم وزارة الزراعة، الذى أكد قيام الدولة بعدة إجراءات لزيادة المعروض من الأعلاف فى السوق المصرى، وانخفاض سعر الكتكوت عقب الإقبال على تربية الدواجن فى المنازل، كما وجه رئيس مجلس الوزراء بفتح أسواق لبيع الدواجن بأسعار مناسبة للمواطنين .
وأوضح “القرش” أن متوسط استهلاك المصريين من الدواجن بشكل شهرى بلغ نحو 180 ألف طن، وتختلف مصادر هذه الدواجن ما بين محلية التربية سواء تمت تربيتها داخل المزارع، أو بشكل تقليدى فى المنازل، بالإضافة إلى الدواجن المستوردة من الخارج والتى غالباً ما تكون مجمدة .
تجربة جديدة
ومع الارتفاع الجنونى لأسعار اللحوم البيضاء، عادت تربية الدواجن تلح على الكثير منا، استجابت لها أمنية عبد الرحمن موظفة قائلة : لا أنكر الحنين لتربية الدواجن فى البيت، فذكريات الطفولة كلها مرتبطة بطيور المنزل، وبيض الدواجن، وهو إحساس أتمنى أن يشعر به أولادى، الذين كان شغفهم الفترة الماضية فى تربية القطط والكلاب وأسماك الزينة، ولكن مع ارتفاع الأسعار رفضت تربية الكلاب والقطط، واقترحت عليهم تربية الكتاكيت، وبالفعل بدأ ابنى الكبير 11 سنة يقرأ عن تربية الكتاكيت والعناية بهم، والاشتراك فى الجروبات الخاصة بتربية الدواجن، فوجدتها فكرة جيدة لتوفير الدواجن والبيض البلدى، وشغل وقت فراغهم والارتباط بكائن حى يحتاج لاهتمامهم ورعايتهم.
تابعت: فى الأول تحمس ابنى وأشترى 10 كتاكيت من بائع فى الشارع، لكنها ماتت كلها خلال 3 أيام، فقررت شراء كتاكيت جديدة من مكان موثوق فيه، وبالفعل بدأت التجربة جديدة ومفيدة ، مر عليها ثلاثة أسابيع ونحن جميعا سعداء وفى خدمة الكتاكيت، ننظف لهم المكان، ونحرص على توفير الماء والعلف .. نعانى من بعض المشاكل، ونحاول العثور على حل لها، وكل يوم تظهر مشاكل جديدة، ولكننا حريصون على نجاح التجربة، وبالتالى تذليل كل العقبات التى تواجهنا.
صناعة جديدة
من جانبه أكد عبد العاطى متولى – بائع فخار – أن الفترة الأخيرة شهدت إقبالا على شراء الأوانى الفخارية الصغيرة التى تستخدم فى إطعام وشراب الكتاكيت، نتيجة الإقبال على تربية الكتاكيت فى المنازل، خاصة فى المناطق الشعبية، كما شهدت الإقبال على شراء اللمبات الصفراء الصغيرة للتدفئة، مرورا بالعلف والنشارة من العطار، ومطالبة النجارين بالعودة لصنع أقفاص خشب “عشش” وهو ما يعنى تنشيط جديد لحركة السوق.
الأزمة ممتدة لآخر العام
بدورها أكدت الدكتورة هدير ضياء الدين مدرس مساعد أمراض الدواجن بمعهد البحوث، أنها استشعرت أزمة ارتفاع أسعار الدواجن منذ بداية شهر فبراير الماضى، وطالبت المحيطين بها بالعودة لتربية الدواجن فى البيوت، وقالت على صفحتها الرسمية على موقع الفيس بوك : بناء على رؤيتى لما يحدث فى مجال الدواجن، أطالب الجميع بالعودة لتربية الدواجن فى البيوت، فما يحدث الآن هو بداية الأزمة، للأسف مكانش فى تسكين أمهات فى شهر ١٠ و ١١ و١٢ وحدث تسكين جزئى فى شهر يناير 2023، وهو ما يعنى أزمة أكبر فى شهر ٧ و ٨ و ٩ فى الكتاكيت، وبالتالى أزمة أكبر وأكبر فى اللحم الأبيض فى شهر ٨ و ٩ و ١٠ من العام نفسه .. ومن الآخر كده اللى مش هيربى مش هيعرف ياكل ولا يأكل بيته وعياله”.
وأضافت : وبالرغم من ارتفاع أسعار العلف، وضيق المساحات بالبيوت إلا أن الكثيرين استجابوا لهذه الدعوة، لافتة إلى إن ناس كثيرة تراسلها وتطلب مشورتها فى تربية الكتاكيت، لهذا خصصت جزءا كبيرا من منشورات الفيس البوك واللايف لمناقشة المشاكل التى تواجه المربى الصغير الجديد ” .
البداية الصح
ومن جانبه قال الدكتور هشام عبد الله طبيب بيطرى أن عيادته الخاصة بدأت تستقبل عددا من الجمهور للاستشارة والاستفسار عن تربية الكتاكيت فى البيوت، بجانب الحيوانات الأليفة، مؤكدا أن تربية الدواجن بالبيوت ليست بالأمر الصعب – طالما توفر مكان ذو تهوية مناسبة – بدليل قيام أغلب الأمهات بتربية الدواجن والطيور على خير البيت وبواقى الطعام، مع ضرورة استشارة طبيب بيطرى لاختلاف سلالات الكتاكيت اليوم عن السابق.
مضيفا أن التربية الصح تبدأ باختيار الكتكوت السليم ذى المناعة الجيدة، باعتباره أساس الدورة الداجنة الناجحة، أما لو كان الكتكوت يعانى من مشاكل واستقباله فى البيت أو المزرعة كان خطأ، فهذا يعنى مشاكل كثيرة وفاقد أكثر.
وأوضح “عبد الله” مواصفات الكتكوت السليم:
– الشراء من مصدر موثوق فيه سواء أفراد أو مزرعة، ولكن التعامل مع بائعى الأسواق، به مجازفة كبيرة.
– بيتحرك ويجرى على الأكل والمياه، يعنى مش كسلان ولا كاشش
– وزن الكتكوت المثالى المفروض لا يقل عن 38 جراما .
– سرة الكتكوت مفتوحة وشكله كويس.
أما عن استقبال الكتاكيت فى أول 72 ساعة، فينصح المربين الجدد وأصحاب المشروعات الصغيرة بضرورة فحص الكتكوت جيدا لمعرفة أنسب مضاد حيوى لرفع مناعته الحيوية، ووقايته من الأمراض الفيروسية المختلفة مثل (النيوكاسل – الانفلوانزا H9 والجمبورو)، وبناءً على مستوى المناعات الموجودة تقدر تحدد مواعيد التحصينات الحية والميتة اللى تقدر تستخدمهم فى الدورة.
أما تربية الكتاكيت فى البيوت فتتوقف على مكان جيد التهوية، والحفاظ عليهم من نزلات البرد، منوها أن انتشار الكتكوت فى المكان دليل أن الحرارة مظبوطة، أما إذا تجمعت الكتاكيت على بعضها ده معناه أنها بردانه، حتى إذا كانت بينهم لمبة 200 وات، فالأفضل وضع الكتاكيت فى درجة حرارة 33، لذا لابد من تدفئة المكان قبلها بـ12 ساعة، ووضع الماء والعلف قبلها لتأخذ درجة حرارة الغرفة، يفضل استلام الكتكوت فى كرتونة للحفاظ عليه من هواء الطريق وبالطبع غذائهم علف 23% خلال الشهر الأول من عمرهم.
مشروع مربح
برأسمال بسيط وإمكانيات أبسط، يمكن لأى شاب أو فتاة من الباحثين عن مشروعات صغيرة مضمونة الربح تجربة مشروع تربية الدواجن والطيور المنزلية فى البيت – وهو مشروع قديم – تعرفه أغلب البيوت المصرية .
يتناسب العمل فى تربية الطيور أو تجارتها مع جميع الأشخاص، فيوجد الكثير من الناس على معرفة بسيطة بتربية الطيور، ويوجد من لا يعلمون عنه شيئا، لكن يمكن لأى شخص أن يتعلم كيفية تربية الطيور ببساطة، وهو ما يجعله من أبسط المشاريع التى يمكن العمل بها مع ضمان الربح.
وخلال الفترة الماضية شهد سعر الكتكوت الأبيض ارتفاعا ملحوظا، حيث وصل سعر الكتكوت الواحد إلى 30 جنيها، إلا أن أسعار الكتاكيت تشهد فى الوقت الحالى تراجعا، ليصل إلى 12جنيها و 13 جنيها.