Home حوارات سهير الليثي: السلامة والصحة المهنية ثقافة مفقودة ..

سهير الليثي: السلامة والصحة المهنية ثقافة مفقودة ..

0
سهير الليثي: السلامة والصحة المهنية ثقافة مفقودة ..
  • وقعنا بروتوكول تعاون لحماية الكنائس
  • العمل التشاركى أساس النجاح ونسعى لمواكبة التكنولوجيا

حوار: رابعة الختام

امرأة تؤمن بأن العمل الجماعى هو الأساس فى تحقيق الأهداف المرجوة من وراء كل نشاط، وأن التنمية المستدامة فى كافة المجالات لا تتحقق بدون تضافر جميع الجهود، وأن تطبيق قواعد وإجراءات السلامة والصحة المهنية لم يعد من الرفاهيات لضمان بيئة عمل آمنة وخالية من المخاطر، إنها سهير الليثى رئيس الإدارة المركزية للسلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل بوزارة القوى العاملة والمشرف على أعمال المركز القومى لدراسات السلامة والصحة المهنية، حيث التقتها “العمل” وكان معها هذا الحوار.

• فى البداية كيف تبسطين مفهوم السلامة والصحة المهنية؟

** “السلامة والصحة المهنية” هى العلم الذى يهتم بالحفاظ على سلامة وصحة الإنسان بتوفير بيئات عمل آمنة خالية من مسببات الحوادث أو الإصابات أو الأمراض المهنية، وهى أيضا مجموعة الإجراءات والتدابير الوقائية التى تطبق بكفاءة عالية لضمان سلامة الفرد.

وبمعنى أبسط السلامة والصحة المهنية هى أن يدخل العامل لحقل العمل وعمره عشرين سنة ثم يخرج فى سن المعاش دون إصابات متعلقة بالعمل، لأنه من واجبنا الحفاظ على سبل الأمان والسلامة الوظيفية .

• وما هى أهم أهداف السلامة والصحة المهنية؟

** من أهم الأهداف: حماية الإنسان من الإصابات الناجمة عن مخاطر بيئة العمل وذلك بمنع تعرضه للحوادث والإصابات، والحفاظ على مقومات العنصر المادى المتمثل فى المنشآت، وماتحتويه من أجهزة ومعدات من التلف والدمار، وتوفير وتنفيذ اشتراطات السلامة والصحة المهنية كافة والتى تكفل توفير بيئة آمنة تحقق الوقاية من الأخطار للعنصرالبشرى والمادى، بالإضافة لتثبيت الأمان فى قلوب العاملين أثناء قيامهم بالعمل.

• وماهو دور المركز القومى لدراسات السلامة والصحة المهنية فى تأمين بيئة العمل؟

** أهمية دورالمركز القومى فى الحفاظ على السلامة والصحة المهنية تتبلور من خلال الأبحاث والدراسات التى يقدمها، وينفرد بها محليًا وإقليميًا فى هذا التخصص، إضافة إلى الدورات المتخصصة التى يطلقها لأخصائى السلامة والصحة المهنية والراغبين فى العمل بهذا المجال .

• كيف يواكب المركز المتغيرات المحلية والعالمية؟

** فى الحقيقة نحن نسعى جاهدين وبناء على توجيهات وزير القوى العاملة حسن شحاتة لتعديل بنود اللوائح الداخلية لأعمال المركز بما يتوافق مع المتغيرات العالمية والمحلية، فيما يخص أعمال السلامة والصحة المهنية التى يقدمها المركز للشركات والمنشآت، مع عمل موازنة بين إيراداته ونفقاته بما يتفق مع معايير تقديم الخدمات.

كما أن وزير القوى العاملة يولى ثقته فى هذا الكيان “المركز” ولا يتوانى فى تقديم الدعم الكامل له، بما يساعد فى تعزيز دور المركز لخدمة المنشآت والمجتمع المصرى ككل، فهو المركز المعتمد الوحيد على مستوى الشرق الأوسط والقارة الذى يعنى ببحوث ودراسات السلامة والصحة المهنية.

• هل نحن نمارس آليات السلامة والصحة المهنية دون النظر فى المسميات؟

** نعم.. فجميعنا نمارس قواعد السلامة بشكل تلقائى لتفادى المخاطر، فالعامل السباك الذى وضع ثلاثة محابس مياه، واحد فى الحمام، وواحد للشقة ثم آخر للبناية كاملة يطبق قواعد السلامة والصحة المهنية دون وجود المسمى،حتى ربات البيوت تحافظن بالفطرة على أصابعهن باستخدام “الكوستبان” أثناء الخياطة.

عامل الكهرباء الذى يستخدم مفك التيست والسلم الخشبى، هو أيضا يراعى اشتراطات السلامة والأمان، رفع الأدوية على الأرفف، تركيبات الغاز ومحابس الأمان – كلها إجراءات احترازية للأمان وتفادى المخاطر، وهو ما يؤكد أن السلامة والصحة المهنية موجودة فى جميع تفاصيل حياتنا.

• هل من إجراءات لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية فى المنشآت؟

** السلامة ثقافة مفقودة فى بعض المنشآت، ونحن نحاول تطبيقها فى المنشآت كلها، وكذلك الوصول للمدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية، وكذلك النوادى الرياضية والملاعب، وحمامات السباحة، خاصة وأن الأطفال فى هذه السن لا يستوعبون معنى الأمان.

• وماذا عن الخطر البيولوجى وتأثيره؟

** المخاطر البيولوجية من أصعب المخاطر التى تواجه الإنسان خاصة وأنها مخاطر غير مرئية، فعام 2020 أثبت أن المخاطر البيولوجية لا يمكن الاستهانة بها، فكافة المخاطر نراها ونشعر بها كمخاطر الحريق والطريق، غير أن الخطر البيولوجى لا يمكن التعامل معه إلا بعد وقوع المشكلة، وأعتقد أن الوعى المجتمعى بدأ يتزايد عن السابق فى هذا المضمار.

• البعض يسأل عن الدور المجتمعى للمركز وانعكاسه على نشر مفاهيم السلامة والصحة المهنية؟

** يتبلور هذا الدور فى الندوات والملتقيات وإطلاق المبادرات التى يجريها المركز، كما وقعنا بروتوكول تعاون مع الكنيسة لنصل إلى فئات كثيرة من المجتمع، فبعض الطقوس التى تمارس فى الكنائس بإشعال الشموع قد تشكل خطرا، فضلا عن تقديم التوعية المستمرة بعدم التدافع فى أثناء القداس والخروج من الاحتفالات.

• فى ظل موجات التطوير ماذا أضافت التكنولوجيا لملف السلامة والصحة المهنية؟

** ساعدت التكنولوجيا الحديثة فى إدخال العديد من الآلات والأدوات الجديدة التى تساعد فى إنجاز مهام العمل، فلم يعد هناك اعتماد كلى على “جردل الرمل وخرطوم المياه أو طفاية الحريق، بل تم إدخال أجهزة تكنولوجية حديثة تواكب هذا التقدم.

• ماهو دور المرأة فى ملف السلامة والصحة بشكل عام؟

** المرأة هى المحرك الرئيسى للأحداث وفى مجال السلامة هى اللبنة الأولى فى التعامل الواعى مع كافة المخاطر، لذا يجب تأهيلها وتثقيفها بالحد الكافى الذى يعينها على تفادى المخاطر والاحتفاظ بأمنها وسلامتها، مؤكدة على ضرورة العمل على راحة المرأة العاملة والتوسع فى آلية العمل عن بعد.

وتستكمل.. إجازة الوضع التى يرفضها صاحب العمل ويتضرر منها، من الممكن زيادتها مع تشغيل النساء عن بعد وفى هذا استفادة لأطراف العملية الإنتاجية.

• هل نحن بحاجة لسن قوانين جديدة للسلامة والصحة المهنية؟

** نحن نتعامل بقانون صدر عام 2003، ويجب تطويره وإدخال بعض التعديلات عليه، مع تطبيق لوائح بها من المرونة ومسايرة الواقع ما يتوافق وهذا التطور الهائل فى مجال السلامة.

• معظم الأمراض التى تصيب العامل تكون بسبب ظروف العمل وطبيعة الآلات، فما ردك؟

** للأسف عدم تطبيق قواعد السلامة هو السبب، وعلى سبيل المثال نحن لدينا كارثة كبرى فى هيئة النقل العام، فالأتوبيسات هناك مجهزة بكرس مزود بسوست حديد قوية تساعد الجسم على عدم التأثر بالصدمات والمطبات، فيأتى السائق – بدون علم- وأول ما يستلم الأتوبيس يضع قالب طوب أسفل الكرسى لتثبيته، مما يؤدى لإصابته بآلام العمود الفقرى والغضاريف والمشاكل الصحية المتعددة، وهذا ما أشرت إليه فى إجابة السؤال الأول بأنه من أساسيات السلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل، أن يقضى العامل فترة خدمته دون أن يصيبه أذى أو إصابات، وهذا ما لا يحدث فى الواقع بسبب سوء التعامل مع الآلة، والفهم الخاطئ للتعامل معها.

• العمل الجماعى والتشاركى هو أساس نجاح المؤسسات، هل تتفقين معى ؟

** العمل الفردى غالبا ما يفشل، ومن ينسب النجاح لنفسه شخص فاشل، فالعمل التشاركى هو أساس النجاح، أنا شخصياً لا أعمل فى جزر منعزلة بل أعمل من خلال إدارة كاملة، ومفتشين سلامة وصحة مهنية، وجميعهم يساعدنى فى إنجاح المنظومة، وأكن للجميع الاحترام والتقدير.

• وماذا عن التعاون الخارجي؟

** نعمل على تعزيزالتعاون بين المركز ونظرائه فى كثير من الدول لتبادل الخبرات وتحقيق العديد من الإنجازات، إضافة لتلك التى حققها المركزفى السنوات الأخيرة من خلال إداراته المختلفة، وذلك فى مجال الأبحاث والتدريب والعلاقات الخارجية، ومن خلال التعاون مع الجهات الدولية المعنية بمجال السلامة والصحة المهنية، فضلا عن تعزيز أوجه التعاون بين المركز القومى للسلامة والصحة المهنية ونظيره بالولايات المتحدة الأمريكية من خلال المنح والتعاون المشترك فى مجال البحوث التطبيقية.