فى ظل التحديات العالمية الراهنة، والتغيرات التى حدثت فى سوقى العمل المحلى والدولى، أدعو جميع الشباب المصرى إلى الإقبال على العمل الحر وفى القطاع الخاص، والاستفادة من البرامج التى تقدمها الدولة لتشجيعهم على إقامة المشروعات الصغيرة، والإقبال على التعليم الفنى والصناعى، باعتبار ذلك التوجه هو “لغة العصر”، فالعالم أجمع- وليس مصر فقط – يسير فى هذا الاتجاه.. وأنصح الشباب أيضا بالاستفادة من التدريب المهنى الذى تقدمه وزارة القوى العاملة فى المحافظات عن طريق مراكز التدريب المتنقلة والثابتة، والمنتشرة فى جميع المحافظات، وتؤهل الشباب من الجنسين على مهن يحتاجها سوق العمل، وتساعدهم على إقامة مشروعات صغيرة، تستفيد منها عملية التنمية أيضاً .
ومنذ أن توليت هذه المسؤولية وجهت جميع مديريات القوى العاملة فى الـ27 محافظة بالمصداقية، وتحرى الدقة أثناء عرض فرص العمل التى تتلقاها المديريات من شركات القطاع الخاص، وتعلن عنها الوزارة فى نشرة توظيف نصف شهرية، والمتابعة المستمرة للتأكد من مصداقية تلك الفرص، واستلام راغبى العمل لوظائفهم، ومن هذا المنطلق أنصح شبابنا مجدداً بألا يخجلوا من العمل الحر بعيداً عن الوظيفة الميرى، وأن يُقبِلوا على تلك الفرص، حتى لو كانت بعيدة عن مجال دراستهم، وذلك حتى تأتى لهم فرصة أفضل، وأنا شخصياً أتابع ملف التوظيف، وفرص العمل باعتباره واحدا من ملفات الوزارة التى نوليها اهتماماً كبيراً ضمن مهام أخرى وخدمات عديدة، تقدمها الوزارة للعامل وللشاب المصرى الراغب فى العمل فى الداخل والخارج،عن طريق مديريات القوى العاملة المنتشرة فى المحافظات،ومكاتب التمثيل العمالى فى الخارج، وهى 9 مكاتب تحمى حقوق 4 ملايين و48 ألف عامل مصرى فى 8 بلدان.
كما أحث الشباب الراغب فى العمل على أن يستفيد من برامج وخطط الدولة للتدريب والتأهيل، خاصة وأن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية تؤكد أن السياسات التى تمارسها الدولة المصرية على أرض الواقع، تسير على قدم وساق نحو تدريب وتأهيل الشباب لسوق العمل، فقد أكد الرئيس فى أكثر من لقاء بشأن الاستثمار وتطوير الصناعة وتنمية المشروعات القومية على أهمية التوسع فى تأهيل وإعداد العمالة لسوق العمل، وفقًا للمتطلبات التى يحتاجها السوق، مشيداً فى الوقت ذاته بالمبادرة الرئاسية “مهنتك مستقبلك” ضمن مبادرة “حياة كريمة”على تطوير قرى الريف المصرى من حيث الخدمات العامة التى كانت تنقصه لسنوات طويلة، وأيضا تأهيل الشباب والسيدات لسوق العمل، والقضاء على البطالة عن طريق وحدات تدريبية متنقلة، تذهب إليهم فى القرى لتدريبهم وتأهيلهم، ليصبحوا قادرين على حياة جديدة كريمة عن طريق توفير فرصة عمل حقيقية.
فعلى الشباب والخريجين الجدد التوجه إلى مديريات القوى العاملة بالمحافظات التى يقطنون بها للاستفادة من الدورات التدريبية.
والوزارة تستعد لنشر 11 وحدة تدريب متنقلة جديدة فى المحافظات من بين 30 وحدة، سيتم البدء فى تطويرها وتجهيزها تمهيداً للانطلاق بشكل كامل قريباً، وذلك لتدريب الشباب داخل المراكز والقرى والنجوع، أبرزها هذه المهن: تركيب وصيانة كاميرات المراقبة وأجهزة الإنذار، وصيانة الأجهزة المنزلية، وصيانة الشاشات وأجهزة الحاسب الآلى، وصيانة أجهزة التبريد والتكييف، والذكاء الاصطناعى، والحرف التراثية، واستخلاص الزيوت العطرية، والطهى والطبخ، وغيرها ..
وهذه الوحدات الجديدة يجرى تجهيزها داخل مقرالوزارة بـ” شارع يوسف عباس- مدينة مصر” للانطلاق لتنضم إلى صديقاتها من وحدات ومراكز التدريب الثابتة والمتنقلة،والمنتشرة بالفعل على مستوى الجمهورية، ، وعددها 75 مركزاً، منها 38 مركزا ثابتا، و10 وحدات تدريبية ثابتة، و27 وحدة تدريب متنقلة، تستهدف فى الخطة الحالية تنفيذ 479 دورة تدريبية على 49 مهنة لتدريب 9448 شاب وفتاة، وتتراوح مدة التدريب من 60 إلى 200 ساعة تدريبية طبقا للمهنة، وذلك تنفيذاً لخطة التدريب المهنى للعام المالى 2022-2023، والتى جرى اعتمادها.
يذكر أن هناك تنسيقا مع وزارة التربية والتعليم بشأن تنفيذ برنامج جديد لتمويل تطوير المدارس الصناعية والفنية بما يؤهلها للقيام بدورها فى التعليم الفنى ودعم ثقافة العمل الحر والخاص، مع إمكانية استفادة وزارة القوى العاملة من هذه المدارس خلال فصل الصيف فى تدريب مهنى داخل القرى والمراكز والمدن بالمحافظات الأكثر احتياجا للعمل، بجانب مراكز الوزارة الثابتة والمتنقلة المشار إليها..