Home الاخبار عبدالوهاب خضر يكتب:الحُب في زمن الخصخصة !!

عبدالوهاب خضر يكتب:الحُب في زمن الخصخصة !!

0
عبدالوهاب خضر يكتب:الحُب في زمن الخصخصة !!

الحُب في زمن الخصخصة !!
بقلم عبدالوهاب خضر:
عزيزي القارئ إنتبه،وقبل أن تقرأ هذا المقال،ضع أعصابك في ثلاجة 24 مستوردة،فالحديث قد يَطُول،ويتشعب،إنه كلام عن الحُب..فالسيد عبدالصمد أفندي،لا يزال يَكذِب،ويُصدق نفسه،بأن الحُب في زمن “الست”،لا يختلف عن نظيره في زمن “شعبولا”،وأنه عندما غَنت السيدة أم كلثوم كلمات “حُب إيه اللي انت جاي تقول عليه”،إستقبلتها مشاعرنا بنفس الحفاوة التي إستقبلنا بها نفس الكلمات بصوت “اللمبي”..فالحب يا سيد عبدالصمد أفندي كان ولا يزال حصننا المنيع لنبذ كل ما هو قبيح ،وسبيلنا نحو الحياة والعمل والنضال من أجل عالم أفضل،عالم تختفي فيه نظرية “لكل مطبخ صراصيره”،لأننا سنقاوم به يا سيدي تلك “الحشرات”،و كل الأصوات الصدئة التي تٌنفر،وتقزز النفس،وتجعل الإنسان يتمنى أن يكون أصماً حتى لا يُلوث أُذنيه بالأصوات المزعجة الرديئة..
فيا سيد عبدالصمد علينا قبل أن نؤكد في هذا المقال أنه وقبل أن يتسابق الشعراء في تفسير هذا الشيئ الذي يجعلنا نعيش الحياة،والحياة تعيش فينا ،عَلمنا رسولنا الكريم محمد إبن عبد الله الحُب،في أروع مراحله،فقال ذات يومِ للسيدة عائشة :” حبك يا عائشة فى قلبى كالعروة الوثقى”..كما نصحنا في حديثه الشريف بالقول :” إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ”..فالله أيضا يُحب ..ومع عدم المقارنة بين ما قاله الرسول الكريم ،تسابق الشعراء لتعزيز مفهوم الٌحب ،فتغزلوا في معشوقاتهم ،فها هو الشاعر إبراهيم ناجي يقول لحبيبته :” أي ســـرٍّ فيك إنّي لست أدري..كل ما فيك من الأسـرار يُغري..خطرٌ ينســــابُ من مفترّ ثغر..فِـتنة تـَعِصف مــن لفتة نحرِ..قدرُ ينسج من خصلة شـعر…زورق يســبحُ في موجةِ عطرِ..في عباب غامض التيار يجري..واصلاً ما بين عينيك وعمري..بينما حاول الشاعر الكبير نزار قباني أن يتحرر بعض الشيئ ،فأرسى مبادئ وتعريفات جديدة للحب فقال: “الحب ليس روايةً شرقيةً..بختامها يتزوَّجُ الأبطالُ..لكنه الإبحار دون سفينةٍ وشعورنا ان الوصول محال..هُوَ أن تَظَلَّ على الأصابع رِعْشَةٌ وعلى الشفاهْ المطبقات سُؤالُ..هو جدول الأحزان في أعماقنا تنمو كروم حوله وغلالُ..هُوَ هذه الأزماتُ تسحقُنا معاً فنموت نحن وتزهر الآمال”..وقال نزار ايضا مٌعبراً عن عقيدته في نوعية وطبيعة عشقه لمحبوبته:” إني لا أؤمنُ في حبٍّ لا يحملُ نزقَ الثوارِ، لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ، لا يضربُ مثلَ الإعصارِ.”
وفي عالم العاشقين يا سيد عبدالصمد تُزهر الأمال ،فتُنبت العجب ،والصيام في رجب ،فبعضهم يقول لحبيبته :”أنتِ نموذجُ للإنسان الذى يحمل الجمال فى ثكناته , شارعك أجمل الشوارع ,سكان الشارع أحسن الناس , لابد أنهم سعداء , لأنهم يرونك كل يوم “..ويقول عشاق أخرون :”حبيبتى .. أى قوة هائلة تلك التى تستخرج الفرح من الحزن , وتُحول الحزن الى شجن , إننا أما قوى هائلة , لا نملك لها تفسيرا , نرى أثارها , ولا نرى ذاتها .. إنها قوة الحب”..بينما يقول هائمون في هذا العالم السحري لمحبوبتهم :”عندما رايتك تعطلت لغة الكلام , وتكلمت العيون , سكت الذى يتكلم , وتكلم الذى يسكت , إنه إنقلاب فى جميع القوانين الأساسية للحياة , وتغيير مُذهل فى كل ما تعارفت عليه العقول والقلوب,فالعذاب حلو المذاق,والدموع رحيق رائع الطعم “..ويوجه أخرون رسالة من نوع جديد قائلين :”هل تعرف أنى لا أرى إلا صورتك , لا أسمع إلا صوتك , أمامى خلفى , يمينى شمالى , فى كل زمان قلبى معك , فى مكان روحى معك ..أرى صورتك فى كل مكان، فى إشارات المرور, وعلى فانلة النادى الأهلى , وفاترينات الملابس وألوان الورد البلدى , وألوان السيارات , وفى طبق الفول والطعمية”..
عزيزي القارئ ،ونحن نستقبل عاماً جديداً علينا أن نتمسك بذلك السلاح السِلمي ،لنجعله مُسلطاً على كل من يحاول أن يقضي على هويتنا،ويسعي بكل خٌبثِ أن يًحتل مشاعرنا بثقافات معادية لروحنا النقية ،ويَغزُونا بأفكار هدامة من نوعية أننا نعيش الحُب فى زمن الخصخصة ،بكل ما تحمله من جمود وتحرر عشوائي،فحتى لا تصدأ مشاعرنا وعشقنا للعمل والنجاح فيه،ونحن نبني “جمهوريتنا الجديدة”،علينا أن نتمسك بكل ما هو جميل،لأن الله جميل يُحب الجمال،ولا عزاء للواد عبدالصمد بتاع الغفير “