Home الاخبار “تحيا مصر”.. 8 سنوات من العطاء

“تحيا مصر”.. 8 سنوات من العطاء

0
“تحيا مصر”.. 8 سنوات من العطاء

112 مليون جنيه لإنقاذ “أطفال بلا مأوى”

مليار جنيه لشبكات الإسكندرية والبحيرة و20 مليونا لإغاثة رأس غارب

42 مليون جنيه لتحرير الغارمات والغارمين من السجون

“الأسمرات” و”بشائر الخير” و”العسال”.. نهضة عمرانية

“دكان الفرحة” ودعم مدينة “زويل”.. دعم الصندوق للتعليم

تقرير ..ميادة الجوهرى

إيمانا منه بأن نجاح الأمة يبدأ ببناء الفرد، ومن ثم استقرار المجتمع، فقد أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى إشارة البدء لتأسيس أول صندوق سيادى يتبنى دعم اقتصاد مصر، ويحقق العدالة الاجتماعية بين المواطنين، وذلك فى عام 2014، وعلى مدار 8 سنوات من العمل، ومن خلال التركيز على حل المشكلات العالقة، سواء المتعلق منها بالتعليم، أو التى تخص الطفولة ومحاربة ظاهرة أطفال الشوارع وكفالة الأيتام، أو بتوفير الحماية والعمل اللائق للشباب، والتمكين الاقتصادى، مع مساندة القطاع الأكبر والأهم من الفقراء بتوفير حياة كريمة فى شتى ربوع الجمهورية، بالتزامن مع إحداث نهضة تنموية وعمرانية شاملة لسكان العشوائيات، انطلقت مساعى صندوق “تحيا مصر” ومبادراته التى لازالت تجوب النجوع والقرى، لتكون بذلك شريكا أساسيا وداعما رئيسيا للمصريين فى المحن والأزمات لتحيا مصر بشعب كريم.

التأسيس

فى 24 يونيو 2014 جاءت الفكرة بإعلان الرئيس السيسي تنازله عن نصف راتبه وثروته لصالح مصر، مطالبا المصريين بالوقوف بجانب بلادهم فى ظل ظروف اقتصادية طاحنة عصفت بالبلاد آنذاك.

 وفى 1 يوليو 2014 أعلنت رئاسة الجمهورية تدشين صندوق “تحيا مصر” لدعم الاقتصاد، وتم إنشاء حساب بالبنك المركزى يحمل رقم (037037) لتلقى مساهمات المصريين فى الداخل والخارج بجميع البنوك المصرية.
أطفال بلا مأوى وحماية اجتماعية لـ16000 قاصر

 ولأن أطفال مصر هم حاضرها ومستقبلها وعمودها الفقرى، فقد أولى الصندوق اهتماما بالغا لظاهرة أطفال الشوارع بإطلاق المشروع القومى لـ “أطفال بلا مأوى”، لاستهداف نحو 16000 طفل مشرد، وتحويل مسارهم وبوصلتهم ليكونوا شبابا فاعلين فى الغد القريب، بتكلفة إجمالية بلغت 112 مليون جنيه للمشروع.

استثمار فى البشر بالتوازى مع الاستثمارات الاقتصادية والإنشائية، حلم آمنت به الدولة، وقام الصندوق بتحقيقه، من خلال دعم هؤلاء الأطفال المشردين، واحتواء ملايين القٌصر، وانتشالهم من الضياع، والمتاجرة بهم واستغلالهم فى أعمال غير مشروعة، ومن هنا جاء دور الصندوق عن طريق دعم وتطوير دور الرعاية الاجتماعية القائمة وإمدادها بالأنشطة والملاعب والخدمات، فضلا عن تأسيس 6 دور جديدة على مستوى الجمهورية تستوعب آلاف الأطفال، وبأحدث الوسائل الترفيهية والمعيشية.

الأمر لم يقتصر على رعاية وإنشاء دور رعاية لهؤلاء الأطفال فحسب، بل قام الصندوق بتجهيز 17 وحدة متنقلة لجـذب واستقطاب الأطفـال بلا مأوى من الشوارع، وتقديـم الدعـم النفسـى والصحــى والاجتماعى لهم، وتوعيتهم بخطورة تواجدهم فى الشوارع، كمــا تــم إنشاء أول قاعــدة بيانــات قوميــة لمتابعة ورصد أعداد هؤلاء الصغار.

وحرصا على مستقبل فتيات مصر وحرائرها، فقد خصص الصندوق ما يقرب من 7 ملايين جنيه، لتطويــر ورفــع كفــاءة دار الفتيــات بالعجــوزة- الجيزة، كما تم تأسيس مركز لتوجيه وتوعية أولئك الفتيات نفسيا وسلوكيا ودمجهم فى التعليم، مع تجهيز مبنى خاص لذوى الاحتياجات الخاصة فى نفس المكان لاستيعاب تلك الفئة.

“دار التربية للبنين” بمحافظة المنيا، واحدة من الدور التى اهتم بها الصندوق أيضا فى محافظات الوجه القبلى، وقام برفع الطاقة الاستيعابية بها لتشمل 200 طفل، كما تم تطويرها بتكلفة إجمالية بلغت نحو 6 ملايين.

ومن الوجه القبلى للمحافظات الزراعية، توجهت أنظار الصندوق نحو دار “التربية للبنين بمحافظة الشرقية” حيث حظيت الدار باهتمام الصندوق أيضا، وتم رفع الطاقة الاستيعابية بها، بالتزامن مع خطة التطوير المفعلة بإدخال الأنشطة والخدمات والملاعب، بتكلفة بلغت 12 مليون جنيه، كما هو الحال بالنسبة لمجمع الدفاع الاجتماعى بالإسكندرية، والذى أصبح صرحا اجتماعيا على أعلى مستوى، ليستوعب ما يقرب من 150 طفلا، بتكلفة إجمالية 5.5 ملايين جنيه، مع تطوير “دار الحرية” بالقاهرة لتتسع لـ200 طفل بتكلفة 7 ملايين جنيه تقريبا، ولا تزال الجهود المبذولة قائمة لمحاربة ظاهرة أطفال الشوارع التى كادت أن تختفى من شوارع وميادين مصر فى السنوات الأخيرة.

تحرير الغارمين والغارمات

ولأن الهدف منذ تأسيسه كان دعم وتوفير حياة آمنة ومستقرة للمصريين، لم يغفل الصندوق عن متابعة ملف الغارمين والغارمات، ممن قبعوا خلف القضبان بسبب الديون المتراكمة والعجز عن السداد، وهنا قرر صندوق المصريين “تحيا مصر” رصد ما يقرب من 42 مليون جنيه لفك كرب تلك الفئة، وانتشالهم من غيابات السجون وتحريرهم من الزنازين، والعودة بهم لأسرهم لينعموا بحياة دافئة كريمة.

قوافل الخير

ومن باب “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”، وإيمانا بدور الدولة فى توفير الغذاء والكساء للفئات الأكثر فقرا، أطلق الصندوق مبادرة “بالهنا والشفا” لتوفير أطنان هائلة من المواد الغذائية واللحوم بالمجان، وتوزيعها من خلال قوافل متنقلة تجوب القرى والنجوع فى المحافظات الأكثر احتياجا، للتخفيف من وطأة الفقر والعوز، وذلك بالتعاون مع منظمات المجتمع المدنى .

الكوارث والإغاثات

ولإغاثة المحافظات الأكثر تضررا من موسم الشتاء والسيول فقد أعطى الرئيس توجيهاته بتخصيص مبلغ مليار جنيه من صندوق “تحيا مصر” لرفع كفاءة شبكات الصرف الصحى والزراعى بكل من محافظتى الإسكندرية والبحيرة لتطهير وتعميق المصارف، وتزويد محطات الصرف بالطلمبات وكافة المعدات اللازمة، بالإضافة إلى إزالة التعديات على الترع والمصارف، مع تقديم المساعدة للمزارعين المتضررين من الأمطار، فضلا عن دعــم أهالى منطقــة رأس غــارب المنكوبين من تبعات السيول التى ضربت 13 منطقة مختلفة، وعندها رصد الصندوق دعما للمدينة بتكلفة  20 مليون جنيه.

التنمية العمرانية ومحاربة العشوائيات

ورغم ما تواجهه بلادنا من تحديات خانقة، لم يتوان الصندوق عن دعم المشروعات العمرانية، ومحاربة العشوائيات، وتوفير مسكن آدمى لملايين المصريين، حيث انطلقت مسيرة “تحيا مصر” بدعم مشروعات الإسكان ببناء مدن جديدة أهمها: بشائر الخير بالإسكندرية، فضلا عن تطوير وإعادة بناء منطقة العسال بشبرا- القاهرة، ونقل آلاف الأسر من سكان المناطق الخطرة لحى الأسمرات الجديد، فضلا عن تنمية مشروعات أرض الفيروز سيناء ومناطق رفح والشيخ زويد، إلى جانب الانتهاء من تطوير وإعادة البناء لمئات المنازل العشوائية ذات الخطورة الداهمة بالقرى والنجوع.

التمكين الاقتصادى والمشروعات الصغيرة

ولأن بداية الغيث قطرة، وتقديرا لدور المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى رفع الاقتصاد وتحسين ظروف المواطن المعيشية، انطلقت أيادى الصندوق البيضاء لدعم مشروعات الشباب، وتوفير فرص عمل من خلال طرح 1000 تاكسى بـ 10 محافظات بشروط ميسرة، فضلا عن توفير سـيارات نقل مبرد حمولة 5 أطنان مجهزة تبريد وتجميد، وطرح سـيارات نقل حمولة 1.5 طن، إلى جانب توقيع بروتوكول تعاون مع أكثر من جهة بقيمة 250 مليون جنيه، لتمكين المرأة المعيلة اقتصاديا فى شتى محافظات الجمهورية، وخاصة الأكثر فقرا منها، مع توفير ما يقرب من 200 وحدة تجارية إيجارية للشباب بمحافظة الوادى الجديد، لوأد شبح البطالة.

دعم الطلاب والتعليم

ولأن العلم مفتاح التقدم والازدهار، لم يبخل الصندوق على تقديم دعمه لمشروعات التعليم والتعلم، حيث قام بتبنى مشروع تأهيل الشباب للقيادة السياسية عن طريق البرنامج الرئاسى لإعداد القادة، فضلا عن دعمه لاستكمال مشروع مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا والبحث العلمى استكمالا لرحلة العالم الراحل أحمد زويل، ودعم المعلم الذى هو حجر الأساس فى استقامة العملية التعليمية من خلال مبادرة “المعلمون أولا”، انتهاء بمبادرة “دكان الفرحة” التى كفل بها الصندوق إدخال السرور على الطلاب الجامعيين بتوزيع ما يتجاوز المليون قطعة ملابس جديدة عليهم فى الجامعات المصرية الحكومية فى الوجهين القبلى والبحرى، لسد احتياجات الطلاب وإدخال الفرحة عليهم، لتكتمل الدائرة، ويتحقق الحلم الذى استمرت مساعيه على مدار 8 سنوات، هى عمر الصندوق، وتتحقق أهدافه فى بناء مواطن، يحظى بمأكل صحى وملبس مناسب ومسكن آمن، ليحيا الشعب عظيما مصانا، فتحيا مصر عزيزة بين الأمم .